إذا كنت من الأمهات اللاتي أنعم الله عليهن بنعمة الأمومة فلا بد أن تحمديه كثيرًا، وإذا كنت ممن لازلن ينتظرن هذه الفرحة فلا بد أن تحمدي الله أيضًا على صحتك وأن تأملي في هذه الهدية قريبًا، ولكن عديد من السيدات لسوء الحظ كتب عليهن أن يتذوقن حلاوة حلم الأمومة ثم تنكسر أحلامهن بمرارة عدم إكتمال الحمل. عندما تتكرر هذه الظاهرة فإنها تسبب ألمًا نفسيًا أكبر من تأخر الحمل وتؤثر سلبًا على تعامل السيدة مع كل من حولها حيث تعاني من شعور داخلي لاذنب لها فيه بالتقصير رغم أن ذلك أحد اختبارات المولى عز وجل وإذا فهمنا الأسباب سهل علينا العلاج من أجل التوصل إلى الغاية السعيدة وهي الحمل المكتمل بصحة وسلامة بإذن الله.
أحدث التعريفات لتكرار عدم إكتمال الحمل ( الاجهاض المتكرر ) هو تكرار فقدان الحمل بعد ثبوت وجوده بإختبار الحمل أكثر من مرتين في العمر.
ويمكن رصد أسباب هذه الظاهرة في النقاط التالية:
- مشاكل موضعية في الرحم
- مشاكل في الدورة الدموية للأم
- اضطرابات في الهرمونات الخاصة بالأم
- مشاكل وراثية من ناحية الأب أو الأم
- تكرار التعرض لعوامل تشوه الأجنة في محيط الأسرة.
سنسرد الآن عليك تفاصيل أكثر بخصوص كل نقطة
1- مشاكل الرحم:
يتسبب أى عيب يؤثر على التجويف الداخلي للرحم سواء كان عيبًا خلقيًا أو مكتسبا نتيجة جراحة أو التهابات أو أورام بالرحم في عدم انغماس الجنين بصورة سليمة وهو ما أصبح من السهل تشخيصه عن طريق الموجات الصوتية رباعية الأبعاد وعلاجه عن طريق المناظير الرحمية الجراحية أو عمليات ربط عنق الرحم فقط في الحالات التي يتأكد فيها وجود ضعف في عنق الرحم حيث إن الإسراف في استخدام هذا الربط في غير موضعه له أضراره.
2-مشاكل الدورة الدموية:
تعاني بعض السيدات من القصور في وظيفة الدورة الدموية الخاصة بالجنين مما يؤثر سلبًا على تدفق الدم والأكسجين والغذاء إلى الطفل وهو ما قد يؤدي إلى درجات من صغر حجم الجنين تصل إلى ضرورة ارتفاع ضغط دم الأم وهو ما يعرف بتسمم الحمل وقد تصل إلى تكرار وفاة الجنين داخل الرحم أو الاجهاض المتكرر وهذه الأمراض من السهل تشخيصها عن طريق تحاليل معملية مع متابعة كمية تدفق الدم إلى الجنين عن طريق أشعة الدوبلر الملون ويكون العلاج الأمثل لها هو عقاقير سيولة الدم بالجرعات المناسبة حسب الحالة المرضية لضمان استمرار تدفق الدم للجنين دون تعرض الأم لمخاطر السيولة الزائدة.
3- اضطرابات الهرمونات:
يعتمد استمرار الحمل على دقة وظائف بعض الأعضاء التي تفرز ما يعرف بالهرمونات وهي مواد تتحكم في وظائف الجسم وأهم هذه الاضطرابات هو خلل وظائف الغدة الدرقية أو النخامية التي تؤدى إلى اضطراب في هرمون البرولاكتين المتحكم في إفراز اللبن من الثدي أو هرمونات الأنوثة والذكورة التي تضطرب في ظاهرة تكيسات المبايض بالإضافة إلى الخلل في الإنسولين المسبب لكل درجات مرض السكر وكلها أمراض تؤدى إلى تكرار فشل الحمل ولكن من السهل جدًا تشخيصها وعلاجها بعد عمل التحاليل المعملية اللازمة.
4- مشاكل وراثية:
تتسبب المشاكل الوارثية في تكرار تكوين حمل غير سليم وبالتالي عدم اكتماله وقد يكون هذا الخلل الوراثي موروثًا من ناحية عائلة الأم أو عائلة الأب أو مكتسبًا نتيجة خلل في انقسام الخلايا الأولية للحمل وهو ما يتم تشخيصه بالتقنيات الحديثة في الحقن المجهرى مثل الفحوص الوراثية للأجنة قبل الزرع لضمان اختيار الأجنة الخالية من العيوب الوراثية لضمان سلامة واستمرار الحمل بإذن الله تعالى.
5- تكرار التعرض لعوامل تشوه الأجنة:
للأسف الشديد تتواجد العديد من السيدات في ظروف محيطة لا تساعد على سلامة الحمل مثل التعرض المستمر للتدخين الإيجابي أو السلبي أو تناول المواد الكحولية أو الكيماوية أو حتى الإكثار من تلقى عقاقير لعلاج حالات مختلفة قد يكون لها تأثير مشوه للأجنة في المراحل المبكرة من الحمل أو التعرض الدائم لمخاطر بيئية مثل العدوى المستمرة في الحضانات والمدارس والمستشفيات أو الإشعاعات الضارة في مراكز الأشعة أو الأبخرة الضارة في المصانع وهو ما يجب منعه عن طريق التوعية المجتمعية وتثقيف السيدات قبل وبعد الزواج عن مواطن الخطر في حالة إنتظار حمل.
تذكري إن التشخيص الصحيح لسبب حدوث عدم اكتمال الحمل هو طريقك الوحيد لتفادى الضرر في المرات المقبلة.